كثيرا ما نقسو على بعض النّاس ونصدر أحكامنا المسبقة والقاسية عليهم والغير قابلة للطّعن وغالبا ما نستدلّ بمظهر الأنسان ولفظه ..قد يتلفّظ العاقل منّا لأسباب وظروف وظغوط لايعلمها الا الله بلفظ لا يليق بمقامه ولا بسمته وهندامه ويكون هو من أشدّ النّاس نقدا وجلدا لذاته ومع ذالك لا نغفر له هذه الزّلّة ولا نحترم له طلّة ولا نجد له عذرا ولا علّة بل يستسمحنا عذرا ونقول كلاّ ....ألا بربّكم
أليس هذا الأنسان أحقّ منّا باصدار الحكم علينا؟
لماذا أختلف معك؟ انّ الأيمان درجاته تتفاوت في قلب كل مؤمن منّا ولن تجد رجُلين تساوت كفّة ايمانهما أبدا فالأيمان بصمة تختلف تضاريسها من قلب الى آخر ومن هنا ياتي الخلاف ..أحدى الاخوات كانت ضمن قائمة الأصدقاء لديّ ولا أذكر أنّي تواصلت معها عبر أيّ نقاش أو موضوع وهذا كان على موقع الفيس بوك وفجأة تلقيّت منها رسالة مفادها " أسمح لي أخي بحذفك من قائمتي فقد حذفت كل
الذّكور؟" ...طبعا كان بالأمكان حذفي دون الرّجوع اليّ ..ولكن للأحاطة ؟ هذه كانت قناعاتها وهذه درجة ايمانها فتصوّرت أنّ باقتراب
شهر رمضان لا بدّ من تقمّص دور آخر وانّي كنت بمثابة السيجار ولا بدّ من الأقلاع عن التّدخين فورا وذكّرتني أيضا باقتراب
موعد اجتياز البكالوريا ...اهمال للدراسة كامل العام والسّهر حتّى مطلع الفجر ليلة الأمتحان في هذه الحال لا يمكن الحكم على هذه
الأخت مثلا بالتّقصير أو أيّ شئ آخر فربّما هذا الـتّصرف يتناسب ودرجة ايمانها ولا يتناسب مع شخص آخر ومن الصّعب جدّا اصدار
أحكام مطلقة
قد يرتكب الأنسان ذنبا أو معصية ولا يراها كبيرة وقد ينظر اليها آخر بأنّها كبيرة الكبائر ..وسأضرب مثلا ..ولله المثل الأعلى أحيانا
في الأسرة الواحدة عدد من البنين والبنات وكل واحد من هؤلاء يحتفظ لنفسه بمقدار ولائه وحبّه لوالديه فالذي يظنّ ويعتقد ويجزم أو حتّى يتوهّم بأنّ له مكانة أفضل في قلب والديه لن يبالي كثيرا بارتكاب بعض المخالفات الصّغيرة كأن يتأخّر في السّهر خارج البيت
بينما الأبنة مثلا تشعر بأنّها أقل حظا في كسب ود والديها فهي لن تتجرّأ للتّفكير في الخروج من البيت وهكذا درجات المؤمنين فالله وحده يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصّدور ويبقى حسن الظن بالآخرين هو المخرج الوحيد من كل خلاف طارئ وجديد